تظهر أعراض اكتئاب ما بعد الولادة في شكل قلق, خوف, صعوبة في النوم , تقلب في المزاج مع بكاء.
وتفسير ذلك بأن خوض تجربة الحمل والولادة يغير من هرمونات الأنثى , فيزيد عندها الشعور بالمسئولية و تزيد الضغوط عليها شيئا فشيئا, و تلك التغييرات تزيد من فرصة الإصابة بهذا النوع من الإكتئاب.
ولكن هذا الشعور يدوم لفترة قصيرة فيمكن أن يستمر لمدة شهر كحد أقصي ثم من بعده تعتاد الأم على مسؤولياتها الجديدة و تبدأ تستعيد حياتها الطبيعية .
إكتئاب ما بعد الولادة و الذي يعرف ب Postpartum depression فتظهر أعراضه في حزن شديد,تقلبات مزاجية حادة,صعوبة في النوم أو النوم لفترات طويلة ,الإفراط في البكاء,الشعور الدائم بالذنب , الشعور الدائم بالإرهاق , فقدان الشغف و الإهتمام بأي شيء كان يسعدها من قبل و صعوبة التعلق بالطفل ويمكن أن يتطور إلى الذهان أو هلاوس تثير الخوف تجاه نفسها أو تجاه الطفل مما يقودها الى محاولة التخلص من حياتها أو حياة المولود.
ولطالما لاحظنا أيا من تلك الأعراض على الأم فيجب عرضها فورا على طبيب نفسي مختص حتى لا تُقدم على أي شيء يؤذيها أو يؤذي الطفل. وفي تلك الحالة يتم وصف أدوية مضادة للإكتئاب , أما الحالات المتقدمة فيتم وضعها في مصحة نفسية حتى تخضع للعلاج حفاظاً على سلامتها هي و الطفل.
بالنسبة للنساء الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الإكتئاب هن اللواتي يعانين دائما من تقلبات مزاجية حادة في فترة ما قبل الطمث في المقام الأول , أيضاً من يواجهون مشاكل زوجية و يفتقدون للاستقرار , وإذا كان هذا الطفل نتاج حمل غير مرغوب أو غير متفق عليه من الزوجين فيكون عامل من عوامل المرض.
واحدة من بين 10 سيدات يصبن بهذا الإكتئاب , خاصةً لو مصابة بالكآبة النفسية بعد الولادة , وأحياناً تكون مصابة بالإكتئاب من قبل الولادة فتظهر الأعراض وقت الحمل , يمكن أن تصاب الأم بهذا الإكتئاب بعد 3 أو 6 شهور من الولادة فليس بالضرورة أن يكون بعد الولادة مباشرةً.
وتنصح بأهمية دور الزوج باقي أفراد العائلة المحيطين بالأم , فيجب أن يقدموا لها الدعم المادي و المعنوي خاصةً الزوج لأنه شريك حياتها فيجب عليه تحمل بعض المسئوليات و مشاركتها في العناية بالطفل وأن يخفف عنها ما تمر به , فهي عانت طوال شهور الحمل و عانت من ألم الولادة ايضاً ,ومن الهام جداً تصفية أي خلافات بين الزوجين ووضع أسس حياة صحية استعداداً لقدوم المولود فذلك من شأنه تهيئة الأم لاستقبال الطفل بشكل أفضل , أما بالنسبة للعائلة فيجب عليهم مراعاة الأم ومساندتها و عدم تعنيفها أو انتقادها بشكل دائم بسبب الطفل ففي كل الأحوال سيتعرض الطفل للمرض و البكاء و الجوع و هذا طبيعي جدا.
والنصيحة الأهم في التعامل مع الأم المريضة باكتئاب بعد الحمل هي أن نخبرها دائماً بأنها شخصية طبيعية و أن كل ما يحدث هو بسبب بعض التغييرات للمواد
الكيميائية في المخ وأن هذا ليس عيباً فيها أو بذنبٍ منها .