هل بالفعل يمكن أن تؤثر حالتنا النفسية بالسلب على أجسامنا..؟؟
يجيبنا على هذا التساؤل الدكتور محمد عادل الحديدي أستاذ الطب النفسي بأنه بمجرد إستسلام الإنسان للظروف الصعبة وإعترافه الداخلي بأنها أقوى منه يكون رد الفعل الطبيعي هو الهروب منها وتجنبها، وبمجرد الإقدام على تلك الخطوة وإدارة ظهره للظروف نتيجة العجز عن حل المشكلات يفقد الإنسان قدرته على التكيف مع الأوضاع والظروف المحيطة به ومقاومة المشاكل التي تواجهه، هنا تبدأ أعراض الإكتئاب في الحال فيفقد الإنسان قدرته على الإستمتاع بالحياة فينطوي ويزهد نتيجة لفقدان الشهوات واللذات فلا يرى نِعم الله الموجودة حوله وبالتالي تبدأ المعاناة بتحوله من إنسان طبيعي منتج لمريض نفسي يحتاج للعلاج..
ومفتاح الأمراض النفسية هو إختلال إستقبال الإنسان للظروف التي تواجهه، فالمريض النفسي يستقبل الظرف أو المشكلة بشكل أكثر رهبة وتوتراً مما يجعله يتخيل إستحالة حلها وتخطيها، فالمصابين بالفزع الشديد (Panic attack) يكون عندهم رهبة أو خوف شديد من حدوث شئ أو الإصابة بمرض معين قبل حدوثه وبالتالي بمجرد حدوث أي مؤشر ولو بعيد للإصابة بهذا المرض ينعزل ويتعامل أن تلك نهاية الحياة، كمن عنده خوف من الإصابة بمرض الإيدز بسبب إصابة أحد أفراد عائلته بالمرض، وبالتالي إذا أصيب ببعض الكحة البسيطة أو عدم القدرة على التنفس يؤدي ذلك إلى إضطراب نفسي يؤدي للإرتفاع في ضغط الدم وعدم الرغبة في التحدث مع أحد ويقل وزنه بشكل ملحوظ وقد يصل الخوف في بعض الحالات إلى الإنتحار رغم أنه لم يصب بالإيدز بالفعل، ولكن عقله صور له ذلك بسبب زيادة الخوف الدائم من الإصابة بهذا المرض.