31-12-2022 | 21:10
حوار: نهى عاطف
فى هذا الحوار الثرى يقدم لنا الدكتور عمرو حسن أستاذ النساء والتوليد المساعد بكلية طب قصر العينى والمقرر السابق للمركز القومى للسكان العديد من الإجابات عن المخاوف والهواجس التى تشغل بال المرأة وعلى رأسها ما يُسمى بتشوهات الأجنة.
ورغم أن تشوه الأجنة هو موضوع طبى دقيق ومعقد، إلا أن هذا الحوار سوف يوضح الصورة الكاملة لأسباب حدوث هذه التشوهات، وكيفية تفاديها، وطرق الوقاية والعلاج.... إلى نص الحوار.
فى البداية ما أهم عوامل الخطر التى تؤدى إلى حدوث تشوهات فى الأجنة؟
من أهم عوامل الخطر كبر سن السيدة الحامل فالمرأة منذ ولادتها يوجد لديها مبيضان يمينا ويسارا فى كل مبيض 2 مليون بويضة عند سن البلوغ يصبح فى كل مبيض 400 ألف بويضة، فأجود بويضات تكون موجودة فى فترة العشرينات من عمرها وتكون أقل كفاءة فى الثلاثينات فأقل فى مرحلة الأربعينات، بالتالى عندما تحمل السيدة فى سن متأخرة فهى تحمل ببويضة ذات كفاءة قليلة، فهنا تكون احتمالية الإجهاض عالية واحتمالية التشوهات والعيوب الخلقية أعلى، فبالتالى أكثر شيء مسئول هنا عمر المرأة،فنسبة التشوهات للأجنة تزيد مع بلوغ سن الحامل الأربعين فما فوق لأن البويضة هنا تكون “عجوزة”
متى نشعر أن هناك عوامل خطر؟
عندما تأخذ السيدة الحامل أثناء الحمل أدوية خاطئة، لذا نحن نؤكد على السيدات أثناء فترة الحمل عدم أخذ أية عقاقير بدون الرجوع للطبيب المعالج بالأخص فى أول ثلاثة أشهر من الحمل التى تعتبر فترة تكوين الجنين، وأن يكون الدواء الذى يؤخذ فقط فى تلك الفترة هو “حمض الفوليك”، أو إذا تعرضت السيدة الحامل إلى نوع من “الأشعة”، لذلك نحن ننبه على السيدة إذا تعرضت على سبيل المثال لكسر أو مضطرة للدخول مع إحدى أقاربها لعمل أشعة أو غير ذلك أن تتأكد من أنها حامل أو غير حامل، لأن هناك بعض أنواع من الأشعة تسبب مشاكل مثل “الأكس 3” والأشعة المقطعية “فهما لا تمثلان أمانا أثناء الحمل.
كما أن من أنواع التشوهات مايسمى التشوه فى الأنبوب العصبى للجنين فهو يكون فى تكوين رأس الجنين والظهر وتظهر به مشكلة فهى من العيوب التى تؤدى إلى الإجهاض أو ولادة طفل به إعاقة، وأشهر سبب له هو نقص “حمض الفوليك” فهنا يجب أن ننصح أية سيدة تخطط لحمل قبل الحمل يجب أن تتناول عقاقير “حمض الفوليك” بمدة لا تقل عن 3 أشهر ويرجع ذلك لأن السيدة إذا انتظرت حتى تتأكد إنها حامل بجنين من الممكن أن تنتهى أول ثلاثة أشهر من حملها أو من الممكن أن يفوتها أول شهر أو شهرين وهى فترة التكوين للجنين، فمن أهم الأسباب التى تؤدى إلى التشوهات والعيوب الخلقية يكون تشوها بالعمود الفقرى الناتج عن نقص حمض الفوليك، كما يعد حمض الفوليك من العقاقير قليلة الثمن وبسيط فهو مشكلته أنه قليل فى أنواع الغذاء التى تتناولها السيدة الحامل، فيجب أخذ حمض الفوليك عقاقير لكى يحمى الطفل من التشوهات .
هل التدخين أحد أسباب تشوه الأجنة؟
من المؤكد أن التدخين من عوامل الخطر فدائما وأبدا نقول إن السيدة الحامل غير مسموح لها بالتدخين، وغير مسموح لزوجها أن يدخن بجوارها، فعليها تجنب التدخين الإيجابى والسلبى، وذلك لأن التدخين من أهم العوامل التى تعمل على زيادة نسبة العيوب الخلقية للأجنة بالقلب مثل “ثقب القلب”، ومن الممكن أيضا حدوث تشوهات بالأجنة إذا كانت السيدة الحامل مصابة بمرض السكر، لذلك نؤكد على أية سيدة حامل ألا تحمل وتذهب بعد ذلك للطبيب فبما إنك مريضة سكر قبل التخطيط للحمل يجب الذهاب لطبيب النساء لمعرفة هل هذه الفترة أمان فى الحمل أم لا فسوف يطلب منك تحليل يسمى “الهيموجلوبين السكرى “لكى يعرف السكر مضبوط أم لا فإذا ظهرت نتيجة التحاليل، وكان السكر بالدم غير مضبوط سوف يمنعها من الحمل لكى لا تعرض نفسها لاحتمالية الإجهاض وتكون النسبة عالية، وإذا لم يحدث إجهاض سوف تضع طفلا به نسبة تشوهات عالية،ومن أهم عوامل الخطر أيضا زواج الأقارب لأن بعض العائلات توجد بها أمراض وعند الزواج تزيد نسبة تشوهات الأجنة.
والتشوه الذى يصيب الطفل غير تشوه الأعضاء فمن الممكن أن يكون فى الجينات أو الكروموزومات الخاصة به فالإنسان الطبيعى تكون الكروموزومات لديه 46 كروموزوما إذا كان إكس إكس تكون فتاة، و إذا كان إكس واى يكون ولدا، وبعض الأطفال يولدون بعرقلة فى الكروموزوم سواء فى العدد أو تغير فى أماكنهم فذلك يفسر لنا بولادة طفل به عيوب خلقية متعددة، أو إذا إصيبت السيدة ببعض الفيروسات التى من أشهرها “الحصبى الألمانى” التى تؤدى إلى إصابة جنينها بالتشوهات والعيوب الخلقية فى العقل والقلب والعين، فكل سيدة مطالبة بمعرفة إذا كانت أصيبت بالحصبة الألمانى فى صغرها أم لا، فإذا أصيبت بها فى الصغر لا توجد مشاكل فى ذلك، ولكن إذا لم تصب بها منذ الصغر قبل البدء فى مشروع الحمل يجب أن تأخذ تطعيم الحصبة الألمانى لأنها إذا أصيبت بالحصبة الألمانى أثناء الحمل يولد الطفل به تشوهات وعيوب خلقية
.هل هناك نصائح لتجنب حدوث تشوهات الأجنة؟
يجب البعد تماما عن التدخين الإيجابى والسلبى وقبل الاستعداد للحمل يجب أخذ حمض الفوليك حتى لا يكون لدى المرأة نقص فى حمض الفوليك مع الحمل فى سن مناسبة ومع بلوغ السيدة سن الأربعين تجنب الحمل، وأيضا متابعة جيدة للحمل وبالأخص الأشهر الأولى من الحمل، مع عدم أخذ أية عقاقير فى الحمل بدون الرجوع للطبيب المعالج لها مع المتابعة الجيدة والتغذية بالطعام المناسب .
كما يجب أن نعلم أن التشوهات فى الأجنة تحدث مع بداية الحمل “بداية التكوين” وهى أهم فترة فى الحمل أول ثلاثة أشهر، وهى تعد أخطر فترة فى الحمل وبالفعل يستطيع طبيب النساء اكتشافها أثناء الحمل، فينصح السيدة الحامل بعمل السونار من الأسبوع 11 إلى 13 الشهر الثالث ويكون السونار رباعى الأبعاد يتم رؤية الجنين عن طريق فحص الشفافية القفوية هو الذى يحدد لنا هل هذا الجنين لديه إحتمالية متلازمة داون أم لا ونطمئن من خلاله عن تكوين الجنين، وننصح السيدات بإعادة السونار الرباعى الأبعاد فى الشهر الخامس غالبا عند الأسبوع 22 لزيادة الاطمئنان، وسبب إعادته فى الشهر الخامس بالأخص لأن بعد ذلك يكون حجم الجنين أصبح كبيرا، وقبل ذلك رؤية الجنين تكون أصعب وهناك أعضاء لا تكتمل إلا ببلوغ الجنين شهره الخامس مثل القلب يكتمل تكوينه فى الشهر الخامس .
ما أعراض إصابة الجنين بتشوهات؟
من الممكن أن تسبب التشوهات إصابة أعضاء بالجسم مثل القلب فيصبح الطفل لديه ثقب بالقلب، أو يكون لديه مشكلة بغرف القلب أو مشكلة بالجهاز العصبى أو بالمخ أو الرقبة أو تشوهات بالكلى أوبجهاز المسالك البولية فمن الممكن ولادة طفل بدون كلية وبعد ولادته يموت مباشرة، ومن الممكن أن تلك التشوهات تؤثر على نمو العظام للجنين فيولد طفل على سبيل المثال بدون رجل أو بدون رئتين، وهكذا فهذا هو دور السونار لاكتشاف المشكلة مبكرا والتدخل الطبى، ومن ضمن أسباب التشوهات والعيوب الخلقية للأجنة وجود تاريخ مرضى بالعائلة، ومن الممكن أن يكون الحيوان المنوى به عيوب وتكوينه به عيوب أو بويضة بها عيوب فيكون التكوين لهما جنين به عيوب وتشوهات أو حدوث إجهاض.
هل هناك نصائح معينة للمرأة الحامل أو المقبلة على الحمل؟
يجب على كل سيدة معرفة فصيلة دمها موجب أم سالب إذا كانت السيدة سالبا فى تلك الحالة يجب أن نرى الزوج لأن إذا كان زوجها موجبا يولد الطفل موجبا لأم سالب و أب موجب، فولادة الطفل الأول لاتوجد مشكلة، لكن مع الطفل الثانى قد يحدث إجهاض أو تشوهات وعيوب، فالموجب ليس به مشكلة، ولكن المشكلة إذا كانت سالبا يجب رؤية الزوج، فإذا كانت هى سالبا وزوجها سالبا لا توجد أيضا مشكلة، المشكلة إذا كانت هى سالبا والزوج موجبا فبعد ولادتها طفلها الأول يجب أن تأخذ حقنة متخصصة فى التعامل مع هذه الحالة لأنها إذا لم تأخذها فجميع محاولات الحمل التالية يكون جسمها قد كون أجساما مضادة ويولد الأطفال بتشوهات أو عيوب خلقية أو يحدث إجهاض