الأحد 28 ابريل 2024

المياه الزرقاء عند الأطفال .. تهديد حقيقي ... وإهمال العلاج تهديد أكبر!

المياه الزرقاء عند الأطفال .. تهديد حقيقي ... وإهمال العلاج تهديد أكبر

11-3-2023 | 07:03

كتب : احمد عبدالعزيز
تعد المياه الزرقاء أو ما تعرف بالجلوكوما إحدى أمراض العيون التي قد تسبب فقدان البصر والعمى، وذلك نتيجة لتسببها بضرر للعصب البصري المتواجد داخل العين. وبالرغم من وجود العديد من الأدوية لعلاج الجلوكوما، والتي تعتبر دائماً الخيار الأول إلا أنه وفي بعض الحالات المتقدمة أو التي لا تستجيب للعلاج بالأدوية قد يتم إجراء عملية المياه الزرقاء و الزرَق عند الأطفال، والذي يشار إليه أيضاً باسم الزرَق الخلْقي أو الطفلي أو زرَق الرضّع، هو حالة نادرة قد تكون موروثة وتصيب الرضّع والأطفال الصغار. عادةً ما يتم تشخيصه خلال السنة الأولى من العمر.. هكذا يقول الدكتور مدحت عبدالسلام استشارى عيون الأطفال الذي يُرجع الأمر إلى امتلاء العين بسائل يشبه الماء يحافظ على شكل مقلة العين، كما يساعد في الحفاظ على صحة العين من الداخل من خلال تزويد العناصر الغذائية وإزالة النفايات. يتم استبدال هذا السائل باستمرار بسائل جديد، بينما يتم التخلص من السائل القديم من العين عبر قنوات التصريف. ويمكن أن يحدث الزرَق عند الأطفال كمرض مستقل أو يمكن أن يرتبط مع مشاكل أخرى في العين أو الجسم. ومن المهم إجراء فحص شامل للعين والاستفسار عن التاريخ الطبي للطفل والعائلة.. وفي معظم الحالات، تظهر مشاكل الزرَق بشكل تدريجى. ومن أعراض وعلامات الزرَق عند الأطفال ما يلى: - ازدياد حجم العين بشكل غير طبيعى - نزول الدمع بشكل مفرط - عيون ضبابية - حساسية خفيفة ويتم تشخيص الزرَق عند الأطفال من خلال إجراء فحص شامل للعيون من قبل طبيب العيون، حيث يقوم الطبيب بفحص ضغط عين الطفل باستخدام أجهزة مختلفة. كما سيقوم أيضاً بفحص صحة وبنية كلتا العينين، وقد يتطلب ذلك استخدام بعض القطرات الموسّعة للعين. وسيتم كذلك تقييم رؤية الطفل من قِبل أخصائي تقويم البصر. في كثير من الأحيان، وخاصة عند الأطفال الصغار جداً، يلزم إجراء فحوصات تحت التخدير لتوفير معلومات إضافية ويشمل العلاج الخيارات الدوائية أو الجراحية أو كلاهما معاً . العلاج الدوائي تتضمن العلاجات الدوائية استخدام الأدوية. و تكون الأدوية على شكل قطرات عين موضعية أو أدوية تؤخذ عن طريق الفم. تساعد هذه العلاجات على زيادة عملية التخلص من السوائل من العين أو تقليل إنتاج السوائل داخل العين، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط العين. ويجب الأخذ بالاعتبار الآثار الجانبية لهذه الأدوية وتقييمها. بالإضافة إلى ذلك يجب إرشاد الآباء بدقة حول تطبيق الأدوية، بما في ذلك المضاعفات المحتملة. ليزر الصمام الثنائي الحلقي يتضمن ذلك تطبيق الليزر من خارج العين على العضو الذي ينتج السائل في العين. ويعدّ هذا الإجراء سريعاً وفعالاً نسبياً، ولكنه لا يدوم طويلاً. ويمكن تكراره عدة مرات. العلاج الجراحي يعتمد قرار إجراء الجراحة ونوع الجراحة المختارة على النتائج الخاصة بفحص عين الطفل. هناك عدة أنواع من جراحات الزرَق: ويقول الدكتور سيد الرفاعى استشارى طب عيون الأطفال: إن الزَّرَقَ الخَلقي هو مرض عيون خاص بالوِلدان الرضع والأطفال، وهو مرض يرتفع فيه الضغط داخل المُقلة (Intraocular) كنتيجة لنقص في النمو أو تطور غير طبيعي لزاوية العين خلال فترة الحمل،و هذا المرض نادر، ويسمى أوليًّا عندما لا يكون متعلقًا بأمراض عيون أخرى أو بأمراض عامة.يكون المرض في 75 % من الحالات في كلتا العينين، وبنسبة 65 % من المرضى هم من الذكور.في 70 % - 80 % من الحالات يظهر المرض حتى عمر السنة، أما بالنسبة 10 % من المرضى فمصدر المرض وراثي، ولذلك من المحبذ للأقرباء من الدرجة الأولى لشخص مصاب بالزَّرَق أن يخضعوا للفحص. و يمكن أن تظهر عيوب عصب الرؤية كتقعُّر من الزَّرَق، بالرغم مما ذكر سابقًا بشكل عام لا يصعب تشخيص الزَّرَق الخلقي إذا أخذنا كل الأعراض والعلامات بعين الاعتبار، و يمكن أن يظهر الزَّرَق الخَلقي في مرحلة الطفولة بعد عمر سنة.من أبرز أعراض الزَّرَق الخلقي ما يأتي : دماء و حساسية الضوء و تشنج قوى للجفون و ظهور عين بحجم أكبر من العين الأخرى و الضبابية فى البصر و قصر النظر و التهيج و فقدان البصر خصوصا الجانبى و من أهم أسباب تلك الظاهرة هو العامل الوراثى يجب أن يدرك آباء مرضى الزرق الخلقي الأولي أن فرصة ولادة طفل ثانٍ مصاب بالمرض بسيطة، ولا تزيد عادةً عن 3 %. أما إذا كان هناك طفلان في العائلة ذاتها مصابين بالمرض فإن خطر إنجاب الأطفال اللاحقين يزيد بنسبة تصل إلى 25% مع الافتراض بأن الوراثة تنتقل عبر كروموسوم جسدي متنحي وأما عن مضاعفات الزرق الخلقي الأولي هناك العديد من المضاعفات للمرض بالإضافة للمضاعفات التي تنتج عن إجراء العملية الجراحية لعلاج الزرق، وهي كالآتي: مضاعفات الزرق الخلقي الأولي: لا تُسبب مضاعفات الزرق بشكل عام مشاكل مهددة للحياة، ولكن قد تُسبب مضاعفات جدّية تُؤدي إلى طبيعة حياة متدنية، ومنها: - فقدان البصر المركزي. -تغيرات في النظر أو فقدان البصر. مضاعفات العملية الجراحية: من أبرز المضاعفات الناتجة جراء إجراء الجراحة - عدم القدرة على تخفيض ضغط العين بكمية كافية. - انخفاض ضغط العين بشكل كبير. - الحول. -انفصال الشبكية والعدسة. و فى النهاية نقول: إنه لا توجد طريقة معروفة لمنع الإصابة بالزرق الخلقي الأولي، حيث إن السبب يكون غالبًا وراثيا و الاكتشاف و العلاج المبكر ضرورى لتحقيق أقصى قدر من الرؤية السليمة .