الخميس 2 مايو 2024

الحساسية.. لا تفرق بين الكبير والصغير!

الحساسية.. لا تفرق بين الكبير والصغير

22-4-2023 | 08:53

إيهاب سلامة
يتسم فصل الربيع بوجود اختلاطات وتغيرات مناخية مختلفة، وتحمل الرياح والهواء خلال هذه الفترة حبوب اللقاح، والبروتينات والغبار والدخان والجسيمات الصغيرة المسببة لمرض الربو، وكذلك الإصابة بأنواع متعددة من الحساسية التي تستهدف الكبار والصغار . يقول د. أحمد عبدالعاطي استشارى أمراض الصدر والحساسية طب قصر العيني إن الإصابة بحساسية الجهاز التنفسي لها أكثر من سبب. فقد تأتي المواد المسببة للإصابة في أغلب الحالات من البروتينات الموجودة في جلود الحيوانات الأليفة، والفراء، والبول، واللعاب، وعادة تحتوي هذه المواد على جزيئات صغيرة يمكن أن تبقى ساكنة لفترة طويلة، ومن ثم تنتشر في مساحات كبيرة. ويمكن أن تتسبب مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية في الإصابة بمشاكل في الجهاز التنفسي وعدم الراحة، بما في ذلك التهاب الأنف التحسسي والربو القصبي والربو المتنوع من السعال وحمى القش. فحوص واختبارات يوضح د. أحمد عبدالعاطي أن تشخيص الحساسية التنفسية يعتمد على التاريخ العائلي والفحص السريري والاطلاع على الأعراض التي يعاني منها المريض، وإجراء اختبارات الحساسية، وهناك طريقتان لتحديد مسببات الإصابة، وهما: -تحاليل الدم الشاملة التي تكشف عن الأجسام المضادة الخاصة بمسببات الحساسية، وتظهر نتائجها في غضون أيام قليلة. -اختبارات الخدش التي تتم عن طريق وخز الجلد للشخص المصاب ومراقبة الحالة لمدة 20 دقيقة، حتى يستطيع الطبيب المختص ملاحظة وجود أية علامات، أو رد فعل الجلد تجاه واحد أو أكثر من أعراض الحساسية كالاحمرار، التورم، الحكة . الأعراض يذكر د. عبد العاطي أن الإصابة بالحساسية التنفسية، تظهر أعراضها الرئيسية على شكل احتقان ومخاط بالأنف، وحكة في الحلق، والسعال وصعوبة التنفس، وتجدر الإشارة إلى أن أمراض الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، تشمل الربو القصبي، التهاب الجيوب الأنفية، التهاب الأذن الوسطى، وتؤدي العدوى الفيروسية في أغلب الحالات إلى تفاقم المرض الذي ينجم عنه انسداد وتراكم سوائل وعدوى بكتيرية وأمراض حادة. ويضيف أنه في حال عدم معالجة علامات الإصابة بشكل صحيح، فربما يؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات مزمنة كالتهاب مزمن وانسداد وعدوى، ويتسبب في تلف الغشاء المخاطي ويزيد من خطورة حدوث أمراض خطيرة. يبين د. أحمد عبد العاطي أن الظروف المناخية تساهم بشكل كبير في تفاقم أعراض الحساسية التنفسية، وتهيج الحالة، حيث إن مواسم حبوب اللقاح تكون طويلة في الأماكن الأكثر دفئاً، وبالتالي تزيد نسبة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي خلال هذه الفترة، ويمكن أن تتسبب أيضاً في الإصابة بالحساسية المتصالبة؛ نظراً لوجود بروتينات مماثلة فيها، كما تلعب الأطعمة النباتية دوراً مهماً في الإصابة، مثل: الفواكه والخضراوات والمكسرات. طرق العلاج يشير د. عبدالعاطي إلى أن أفضل طريقة لمعالجة حساسية الجهاز التنفسي هي تجنب المواد التي تسبب الحساسية بقدر الإمكان، كما يمكن أن تساعد بعض الأدوية، مثل: مضادات الهيستامين في السيطرة على حساسية الجهاز التنفسي، ويجب أيضاً على المرضى في بعض الحالات استخدام أجهزة الاستنشاق، مع ضرورة المتابعة مع الطبيب المعالج. إصابة الأطفال يوضح د. محمد عبدالمنصف، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، أن الحساسية التنفسية تحدث نتيجة الإصابة بالتهاب في البطانة المخاطية داخل القصبات الهوائية وتشعباتها في الرئة، ما يؤدي إلى تضيق وانسداد في مجرى الهواء، وتتسبب في حدوث نوبات من ضيق التنفس والهيجان والشعور بالاختناق، ويصاحبها ظهور صوت أزيز في صدر المصاب، وربما يصاب الصغار بما يسمى بالربو الكاذب، ويتطور إلى مرض الربو عند البالغين إذا لم يعالج بشكل جيد في مرحلة الطفولة. ويلفت د. عبد المنصف إلى أن التحسس التنفسي يمكن أن يؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات أهمها: السعال وخاصة لدى الأطفال، حيث إنه يشتد ليلاً ويوقظهم من النوم، ويتسبب في البكاء والصراخ وعدم الراحة نتيجة ضيق التنفس، والرشح، وتظهر على المريض علامات الإرهاق والتعب العام والإجهاد والأرق بسبب السعال، وعدم القدرة على الكلام في بعض الحالات، كما تلعب الحساسية التنفسية دوراً في الإصابة بالتهاب القصبات والرئة بالفيروسات أو الجراثيم. ويذكر أن علاج الحساسية التنفسية عند الصغار يتم عن طريق بعض الخيارات، مثل: إعطاء موسعات القصبات على شكل بخاخات، ويمكن أن يوصي الأطباء باستعمال أجهزة الاستنشاق أو الرذاذ مع إضافة بعض الأدوية الموسعة للشعب الهوائية في بعض الحالات، وتجدر الإشارة إلى أن علاج التهابات الطرق التنفسية يمكن أن يؤدي إلى ضعف المناعة وحدوث الاختلاطات، وتعتمد طرق التداوي أيضاً على الوقاية من المهيجات، من خلال منع تعرض الطفل المصاب للغبار والأتربة والأدخنة والغازات وكل الروائح الطيارة كالبخور والعطور ومواد التنظيف. تدابير منزلية ويلفت د. عبد المنصف إلى أن الاهتمام بتنظيف المنزل من الغبار والأتربة والعث المنزلي، من أهم الإجراءات الضرورية التي تساهم في الحد من تطور أعراض المرض ومضاعفات الحساسية التنفسية، كما يجب أن نولي عناية خاصة بالبيئة التي يعيش بها الطفل، وخاصة غرف النوم والفرش والوسائد والأغطية، والابتعاد عن استعمال المفروشات المصنوعة من البوليستر والصوف، كما يجب التخلص من الحيوانات المنزلية الأليفة كالقطط والكلاب والطيور، حتى لا يتسبب الوبر أو الريش في تفاقم الإصابة، بالإضافة إلى عدم تواجد المصاب في أماكن التدخين والمدخنين.