السبت 20 ابريل 2024

وما أدراك بتصلب الشرايين !


.

12-11-2022 | 10:38

بقلم: د. شيرين شلبي استشارى المخ والأعصاب- كلية الطب جامعة عين شمس
شرايين المخ أو الشرايين السباتية هى الشرايين التى تقوم بتوصيل الغذاء والأكسجين من القلب إلى الرأس أو الدماغ، وفى حالة حدوث تصلب أو انسداد فى هذه الشرايين يؤثر ذلك بشكل مباشر على الدماغ، الأمر الذى قد يسبب انقطاع الإمداد الدموى عنه، وذلك لأسباب عديدة ولكن فى البداية نتعرف على ما هو تصلب الشرايين: هو زيادة سمك جدران الشرايين مع فقدان مرونتها وهذا يعوق عملية سريان الدم للأعضاء والأنسجة تدريجيا، وقد يؤدى ذلك إلى مخاطر صحية كبيرة بواسطة التصلب العصيدى وهو أحد أنواع التصلب الشريانى الذى ينتج عن تكوين رواسب دهنية ورواسب من الكوليسترول وبعض المواد الأخرى على جدار الشرايين، ولذا يعد تصلب شرايين المخ له الكثير من عوامل الخطورة التى قد تؤدى إلى أضرار جسيمة مثل: الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة إقفاريه عابرة.. أيضا يحدث تصلب الشرايين عندما تصبح الأوعية الدموية التى تحمل الأكسجين والمواد الغذائية من القلب إلى باقى الشرايين بالجسم سميكة ومتيبسة، مما يمنع تدفق الدم إلى الأعضاء والأنسجة، وقد تكون الشرايين سليمة مرنة وقابلة للتمدد، ولكن مع مرور الوقت يحدث تصلب لجدران الشرايين وهى حالة تسمى بتصلب الشرايين أيضا، ومع تقدم العمر تتراكم الدهون والكوليسترول فى الشرايين الأمر الذى يصعب تدفق الدم خلالها ومن الممكن أن يحدث هذا فى أى شريان فى الجسم مسببا نقص وصول الأكسجين إلى المناطق المرتبطة به. وكل هذا له العديد من الأسباب مثل: الشيخوخة، العامل الوراثي، ارتفاع ضغط الدم، فرط الشحمات فى الدم، مرض السكري، فرط حمض اليورك، عدم النشاط البدنى أى الرياضي، الإصابة بالتهابات وعدم علاجها بصورة جيدة، السمنة المفرطة، الضغط النفسي، التدخين بشراهة، النظام الغذائى السيئ . وأستطيع التنويه إلى أن تصلب الشرايين يمكن أن يصيب الإنسان فى أى جزء من الجسم، وهناك دراسات تشير إلى أن تصلب الشريانى بالمخ يمكن أن يكون عدوى فى خلايا العضلات الوعائية مجهولة السبب. كما أن تصلب الشرايين له نوعان من عوامل الخطورة منها عوامل بيد الإنسان يمكن تجنبها، وهناك عوامل خطورة ليس للإنسان يد فيها .. أما عن العوامل الذى يمكن تغييرها بيد الإنسان هى:- ضبط السكر، عدم ارتفاع نسبة البروتين الدهنى المنخفض الكثافة (LDL)الضار. انخفاض البروتين الدهنى المرتفع الكثافة (HDL) أى الكوليسترول والضغط، والتدخين سواء الشيشة أو السجائر، وارتفاع نسبة البروتين سيئ التفاعل. أما العوامل التى ليس للإنسان يد فيها: (تقدم العمر، المشاكل الوراثية). وفى الحقيقة تصلب الشرايين مثل كل الأمراض له أعراض وهي (الضعف المفاجئ فى الساقين أو الذراعين، تدلى عضلات الوجه ،الارتباك، صعوبة فى الكلام، مشاكل فى النظر، فقد الرؤية بصورة مؤقتة، الشعور بالألم فى الساق عند المشى، أحيانا يحدث شلل فى أحد جانبى الجسم، صداع مفاجئ، صعوبة فى التنفس، صداع مصحوب بتشنجات فى الرقبة وأحيانا قيء. ولذا ننصح أى مريض بمجرد الشعور بأى عرض من الأعراض السابقة عليه التوجه للطبيب المختص حتى لا تتفاقم المشكلة. ويتم تشخيص الحالة بالفحص الإكلينيكى وعمل التحاليل والأشعة اللازمة مثل: أشعة بالصبغة على الأوعية وعمل أشعة فوق الصوتية على شرايين المخ والأوعية الدموية وبعد التأكد من أنها حالة تصلب شرايين، يقوم الطبيب بوصف العلاج، وهناك نوعان من العلاجات كلا حسب حالته: علاج دوائى وعلاج جراحى ولكن بعض الأطباء لا يلجئون للجراحة إلا اذا كانت الحالة حرجة. أما العلاج الدوائى فهو عبارة عن إعطاء المريض بعض الأدوية التى تعمل على ذوبان التجلط الموجود بالشرايين مع تناول بعض أدوية الكوليسترول التى تبطء منه حتى لا يترسب فى الشرايين وتناول أدوية مضادة للصفيحات مثل الأسبرين لتقليل التكتلات فى الشرايين الضيقة حتى لا يحدث جلطة دموية، أيضا تناول أدوية ارتفاع ضغط الدم لأنه أكثر العوامل الرئيسية للتصلب وهى أدوية تعمل على إدرار البول وهذا يؤدى إلى خفض الضغط، أيضا تناول أدوية لضبط السكر فى الدم، كما ينصح الطبيب المريض بتغيير نمط الحياة وممارسة الرياضة مع تناول الأدوية التى تعزز نشاط الأوعية الدموية ومنع التكلسات . أما فى حالة قرار الطبيب للحالة بالجراحة يحدث عمل قسطرة دماغية وهذا من خلال إدخال أنبوب يحتوى على بالون يعمل على توسيع الشريان من خلال جهاز الأشعة السينية ووضع دعامات تعمل على انخفاض الأعراض. وفى الحقيقة فإن الجراحة الأكثر شيوعا فى هذا المرض هى استئصال باطنة الشريان السباتى ويتم ذلك من خلال الرقبة واستعادة ضخ الدم فى الشريان مرة أخرى. وفى النهاية نريد أن ننصح الجميع لأن الوقاية خير من العلاج بالحرص على اتباع نمط حياة صحى وتناول الأغذية الصحية الخالية من الدهون مع ممارسة النشاط الرياضى وأقلها رياضة المشى نصف ساعة على الأقل يوميا والتوقف عن التدخين بكل أنواعه . وبما أن الكثير منا الآن بسبب الضغوط الحياتية مصاب بالسكر والضغط فعلينا ضبط هذه الأمراض بتناول الأدوية فى موعدها، والحفاظ على الصحة العامة.