الشيخ الحصري .. المعلم الأدق
في صوته خشوع نادر، لا يتكلف ولا يصطنع، بل يخرج صافيًا من قلبٍ عامر باليقين، فيسري إلى قلب المستمع كما يسري الماء في أرض عطشى، ولا يلهيك بزخارف النغم ولا ملاهي الدنيا، بل يأخذك مباشرة إلى روح المعنى، وعمق الآية، حتى تكاد تبكي من وقع الكلمة لا من جمال النغمة، بل من الخشوع والتأمل الروحاني. حين تسمعه، يتحول الزمن إلى صمت، والكون كله ينصت، وكأن صوته جاء ليعيد إلينا لحظات الصفاء التي افتقدها القلب وأمتلئت أرواح الناس بالمتاعب والصعاب لتكون وقع كلماته على القلب كالبلسم الشافي للألم والهموم، إنه الشيخ محمود خليل الحصري، ذلك الصوت أشبه بضياء الفجر حين يتسلل في هدوء، لا يوقظ العين بحدة بقدر ما يوقظ القلب بلطف، حين يفتح فمه بالقرآن، تشعر أن الكلمات تتجسد نورًا يسري في العروق، وأنك أمام باب سماوي يفتح لك وحدك، فتدخل في عالم من الطمأنينة لا يشبه أي عالم آخر.