27-8-2022 | 11:25
كتبت: ندا أحمد
ظهور الشعر الأبيض دائما ما يعطى إحساسا بالوقار والهيبة خصوصا عند كبار السن، لكننا قد نتفاجأ بظهوره فى سن صغيرة دون معرفة السبب الذى يؤدى إلى الإصابة بما يعرف بـ”الشيب المبكر” والذى أصبح مشكلة كبيرة تؤرق الشباب.
البعض يتأقلم معها والبعض الآخر يحاول البحث عن حلول لإخفائه، وأحيانا تعود هذه الحلول بالسلب على صحة الشعر، فما هو السبب فى ظهور الشعر الأبيض؟وماهو العلاج؟...هذا ماسنتطرق إليه فى الموضوع التالي..
يقول الدكتور محمد سعد الروبي استشارى الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم وتجميل البشرة والجلد: إن ظهور الشعر الأبيض يعتبر عملية طبيعية يمر بها كل إنسان، ومن الطبيعي أن يظهر عند سن الخمسين، ولكن إذا ظهر قبل هذا العمر يسمي ب”الشيب المبكر”.
ويوجد فى جذر كل شعرة أنسجة تسمي بصيلات الشعر تحتوى كلا منها على خلايا صبغية تنتج مادة “الميلانين” وهي المادة المسئولة عن صبغة ولون الشعر وعند نقص هذه المادة يتغير لون الشعر تدريجيا ويصبح لونه رمادى أو أبيض.
والإصابة بالشيب المبكر ترجع إلى العديد من الأسباب أهمها وأبرزها الأسباب الجينية والوراثية، فإذا كان أحد الوالدين يعانى من هذه المشكلة فقد يكون هذا سببا أساسيا لإصابة الأبناء.
ويمكن أن يظهر نتيجة لسوء التغذية التى تؤدي إلى نقص بعض الأملاح والفيتامينات، وبالتالى تؤثر على غذاء الشعر وتضعفه، وأيضا الإصابة ببعض الأمراض المناعية يتسبب فى ظهور الشعر الأبيض مبكرا مثل مرض البهاق فمن الممكن أن يصيب فروة الرأس ويدمر الخلايا الصبغية بها مما يؤدى إلى ظهور بقع بيضاء وزوال لون الشعر.
ومن أشهر الأسباب أيضا استخدام الصبغات بصورة متكررة وخاصة الرديئة منها،والتى تحتوى على كميات كبيرة من الأمونيا، وأيضا تعرض الشعر لدرجات حرارة مرتفعة عند استخدام السيشوار ومكواة الشعر.
ويظهر نتيجة للإصابة بمتلازمة الشيخوخة المبكرة التى قد يعاني منها البعض نتيجة لاضطرابات وراثية والتى من أعراضها هشاشة العظام وتجاعيد البشرة وشيب الشعر.
ووفقا لبعض الأبحاث التى تم إجراؤها فى معامل جامعة إكسفورد وُجدَ أن النحاس يدخل فى تركيب مادة الميلانين وعند نقصه يحدث خلل فى إنتاج الميلانين، ولكن وجد أن تعويض المفقود من النحاس بطريقة معينة يحسن إنتاج الميلانين، وبالتالى يحسن من رجوع الشعر إلى لونه الطبيعى،وقد تم صنع دواء خاص يحتوى على هذه المركبات ويمكنه أن يعالج الشيب المبكر فى غضون ثلاثة شهور، ولكنه لايباع إلا فى بريطانيا.
ويرى الدكتور أنس يسرى استشارى الجلدية والتناسلية والتجميل بالليزر بمستشفى الحوض المرصود أن 50% من السكان يتحول شعرهم إلى اللون الأبيض عند سن الخمسين، وهذه السن الطبيعية لظهوره، ولكنه قد يظهر مبكرا فنجد أنه يظهر عند القوقازيين قبل عمر العشرينات وعند الأفارقة والأمريكيين قبل عمر الثلاثينات.
والشعر الأبيض ليس مشكلة لون فقط، ولكنه يكون أضعف من الشعر العادى فى مقاومة العوامل الخارجية مثل التلوث والتعرض للشمس،وعند استخدام الصبغات يكون أسرع تقبلا للون الصبغة من الشعر العادى أيضا، وأثناء استخدام الليزر فى إزالة الشعر تكون إزالته شبه مستحيلة.
وتتعدد الأسباب التى تؤدى إلى ظهور الشعر الأبيض مبكرا مثل التعرض لإجهاد والضغط العصبى والنفسي،والذي يقلل من خلايا الشعر الجذعية فتؤثر على لونه ويصبح أبيض، وقد قال الله تعالى فى القرآن الكريم “ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا” وهذا يعنى أن الشيب سيظهر من شدة التوتر والخوف من أهوال يوم القيامة.
ويلعب العامل الوراثى دورا فى ظهور الشعر الأبيض ففى بعض العائلات يكون ظهور الشعر الأبيض منتشرا فيما بينهم منذ الصغر.
وفى بعض الأحيان وجد أن الإصابة ببعض الأمراض قد تكون سببا للشيب المبكر مثل أمراض الغدة الدرقية، بعض الأمراض الجلدية مثل الثعلبة والبهاق، وأيضا نقص بعض الفيتامينات والأملاح من الجسم مثل فيتامين د،الحديد،النحاس،الكالسيوم وأيضا فيتامين ب12 والذي يتسبب نقصه فى الإصابة بما يسمى بـ”الأنيميا الخبيثة” والتى تؤثر بشكل كبير على لون الشعر.
كما أن الأساليب الخاطئة للعناية بالشعر مثل استخدام الصبغات مجهولة الهوية يكون تأثيرها السلبي أكبر بكثير على الشعر من نفعها فتؤدى إلى ضعفه وسقوطه، وأيضا التدخين يعتبر عاملا رئيسيا.
فى التأثير على لون الشعر لأن سمومه تترسب فى الشعيرات الدموية الصغيرة المتصلة بالشعر ومن ثم تقوم بتدمير الشعر تدريجيا.
وفى بعض الأحيان يتسبب التعرض للشمس بصورة مستمرة إلى ظهور الشعر الأبيض مبكرا.
ويضيف أن: التشخيص يتم بالاستماع للتاريخ المرضي جيدا،وأيضا بعمل بعض التحاليل مثل تحاليل الغدة الدرقية،تحليل الفوليك أسيد والكالسيوم والماغنسيوم والنحاس وب12 للتأكد من كمياتها، وأحيانا يتم عمل منظار للشعر والذي يوضح حالة بصيلات الشعر تحت الجلد لمعرفة إذا ما كان سبب تغير لون الشعر هوالشيب المبكر أم نتيجة للإصابة بأمراض أخرى مثل الثعلبة والبهاق.
أما العلاج فيعتمد فى المقام الأول على التشخيص الصحيح ومعرفة السبب الرئيسى، فالسبب الوراثي ليس له علاج، وإذا كان بسبب التدخين فيجب التوقف عنه، وإذا كان ناتجا عن نقص الفيتامينات والأملاح فيجب تعويض هذا النقص، ومعالجة خلل الغدة الدرقية إذا كان هوالسبب، وفى حالة الإصابة بسبب التعرض المتكرر للشمس فيجب استخدام كريمات حماية الشعر ضد الشمس، واختيار ألوان حجاب فاتحة والابتعاد عن القاتمة التى تشد أشعة الشمس بصورة أكبر، وفى بعض الأحيان استخدام الشاى الأبيض بشكل موضعى يساهم فى العلاج.
وكالعادة فالوقاية خير من العلاج، وذلك يتم بإتباع نظام غذائي صحى وسليم مليء بالفيتامينات،الابتعاد عن التعرض للشمس بقدر الإمكان، تجنب التدخين، الابتعاد عن الضغط النفسي والعصبي، عدم استخدام الحنة والصبغات بصورة متكررة وعدم استخدام مستحضرات العناية بالشعر التى تحتوى على المواد الكيميائية.