Close ad
الإثنين 11 ديسمبر 2023

محمد الشربيني

أيضًا.. نحن مع الإرهاب!

'أيضًا.. نحن مع الإرهاب!'

'لم يَدُر في مُخيِّلة الصهاينة أن تكون معركتهم الحالية مع المقاومة الفلسطينية بهذه الشراسة على مسرح عمليات غزَّة هاشم ؛ أجل.. هكذا اشتُهرت غزة على مرِّ العصور لوجود قبر أول من سنَّ رحلة الشتاء والصيف لأهل قريش هاشم بن عبد مناف الجدّ الثاني لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله ، بل لم تَدُر تلك الخسائر بهذه الصورة الدراماتيكية في مخيلة أكثر المتشائمين منهم،أو من'

'أَجَلْ.. لَيْسُوا أرقاما!! '

'تظلُّ ملحمةُ (مديح الظل العالي) للغائب الحاضر محمود درويش وساماً على صَدْر الشعر العربي؛ وأيقونةً لشعر المقاومة تحتل قارئها عُنْوةً، فلا تدع الملل يسلك إلى قلبه سبيلا.. لولا أنها تؤرِّخ لنكبة الخروج من بيروت عام اثنين وثمانين وتسعمائة وألف..وتصف أحداثَها وخياناتِها.. '

'قُلْ هي القدسُ أقْداسٌ..!!'

'يظلُّ عدمُ التفريط في القدس تشبُّثاً بالأمل، وانتصاراً لقضيتها حبلاً متيناً وعروةً وُثْقَى توحِّد بين أفراد الأمة عربيةً كانت أم إسلامية.. بل لا أكون مبالِغاً حين أقول إن البشر الأسوياء يتراصون معنا، ويقفون في ذات الخندق الذي ما غادرناه منذ عقودٍ، تتعدد القصائد، ويأتي إبداعُ الشعراء غزيراً متنوعاً إزاء ما تعانيه القدس اليوم تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني.. '

'أَجَلْ.. أَيْنَ أَنْتُمْ؟!!'

'وتأتي قصيدةُ (طريقٌ واحدٌ) كإحدى قمم الشاعر نزار قباني تفاعلاً مع القضية الفلسطينية: أريد بندقيةْ.. خاتم أمي بعْتُه من أجل بندقيةْ، محفظتي رهنْتها من أجل بندقيةْ. '

'المسافةُ.. صفْر!! '

'لم يكن الصفْرُ يعني شيئاً قبل الخوارزمي لكن عبقريته الفذة تفنَّنتْ في إعطائه قيمةً ، حيث صار عدداً مُضاعِفاً للعشرة، فحقَّق بذلك منازل العشرات والمئات والألوف..إلخ، أو بمعنى أكثر بساطةً وشيوعاً استجدَّتْ على الأعداد العربية خاناتُ الآحاد والعشرات والمئات والألوف ... إلخ، ولقد شقَّ الصفر طريقه إلى أوروبا بعد الفتح الإسلامي للأندلس، إذ تمّ تطويره على يد العالِم الإيطالي فيبوناتشي ..'

'فماذا أنتم فاعلون؟'

'سواءٌ أكانت الترجمةُ الحرفيةُ للنشيد الوطني الإسرائيلي تحضُّ علي العدوانية وسفْك الدم : ليرتعدْ من هو عدوٌّ لنا ، ليرتعدْ كلّ سكان مصر وكنعان ، ليرتعدْ سكان بابل ، ليخيّمْ على سمائهم الذعرِ والرعبِ منّا حين نغرس رماحنا في صدورهم...'

'متى تصهل الخيلُ؟'

'كم من مرةٍ حدثتْ فجيعةٌ أو نزلتْ نازلةٌ في بلاد العرب ولم ترتفع أصواتُهم تستدعي تاريخهم المشرق ..؟ أَجَلْ ... قلتَ -وأعني ما أقول -ارتفعت أصواتهم لاستدعاء الصفحات السالفة .. يتشنَّجون كثيراً ، وتتدحرج الأقدام دونما يدرون إلى كهوفٍ ذات جدرانٍ رطبةٍ تتألَّف أحجارها من مفردتين متكررتين...'

'الطوفان قادم !'

' لعلك مثلي ..ومثلُنا كثيرون ممن ابتلتْهم الأقدارُ بحساسية الذاكرة البصرية وسرعة استدعائها من غُرَف الذكريات .. وكأنها تكمن خلف الأبواب ، وبمجرد أن تستشعر فتحةً تنفذ منها فإنها لا تتوانى عن احتلال مدى عينيك ، والسيطرة على مراياك ؛ فلا تجد مناصاً من الارتماء فيما تراه حاضراً صورةً وصوتاً ، ولعلك مثلي يحاصرك -يقظةً ومناماً- هذا السؤالُ لا يلبث كلما تنتهي حروفه أن تستجمع قواها لتعاود مهاجمة عقلك المكدود. '

'وأرسل عليهم أبابيل غزة'

'ولم يكن يُدرِك ذلك الطفلُ صاحبُ السنوات السبعة حين يقرأ نشرة الأخبار في الإذاعة المدرسية مُختالاً مُنغِّماً صوتَه بما يتناسب والخبر ؛ أقول لم يكن يدرك أيامَها ... لماذا يَسْتخِفُّه الفرحُ كلما قرأ خبراً عن إحدى عمليات المقاومة الفلسطينية المسلحة ؟ كانت قوات (العاصفة) التابعة '

'هل سنتلو سُورةَ اليَأْسِ..؟! '

'منذ أن عرف العرب الشعر جعلوه النافذة الكبرى التي يُطلّون منها على الحياة بكافة فصولها وصورها، واتسع ثوب الشعر ليصبح ديوانهم الحقيقي المشتمل على كل'

'متى تدفنون القضية؟! '

'لم أكن أُدرك كلما أنهي البرنامج الإذاعي صباح كل يومٍ دراسيٍّ-أن هتافنا اليومي (تحيا الجمهورية العربية المتحدة'

'عِرَاكُ الجَمَلَيْنِ في السماء..!! '

'وفي أشهر الصيف الملتهبة يدفعني وهجُ الشمس الحارقُ إلى ارتقاب خطى الخريف الخجولة كعاشقٍ واعدتْه فتاتُه ... وتدلَّلتْ ، هي لم تنس موعده .. كلاَّ لكنها أرادت أن ترى أماراتِ الشوق تكاد تصيح'

'سنرحل.. فماذا تريدون؟ '

'يظل الاغتراب الساحةَ الرحبةَ التي ترى فيها خيولُ الشعرِ العربيِّ مضمارَها الفسيح؛ لما يثيره من مشاعرَ محترقةٍ أضناها مفارقةُ الأهل والأحباب، وأجَّج نيرانها'

'هل يجب أنْ تَتْركِيني..! '

'أقول إن شعراءَ الحب المبدعين -الكثرةُ الكاثرةُ منهم - نتاجُ تجاربَ حبٍّ فاشلة ؛ إذ أنهم لم يستطيعوا الفوز بمرادهم أو تحقيق مبتغاهم ... جاعوا ولم يستطيعوا الاقتراب من مائدة الحب .. عطشوا وتشقَّقتْ شفاههم وحينما لاحت لهم عيون الحب جاريةً ،'

'وَطَنِي..في حقيبةِ سَفَرِيِ! '

'لم نجد أمةً أكثرَ حنيناً إلى وطنها من أمة العرب لدرجة أن الجاحظ الأديب العربيَّ ذائعَ الصيتِ يقول (كانت العرب إذا غزت أو سافرت حملت معها من تربة بلدها رملاً... ) وماجدوى حفنةِ رملٍ يحملها العربي في ترحاله ؟ لعلك تهمس بها في نفسك وقد علا ملامحَ وجهِكَ الاستغرابُ .. إنها تحمل رائحةً لا يشمُّها غيرُ أنفه .. ويرى فيها بعينه بعض آثار خطى طفولته .. وربما لو أطال الإنصات لسمع '

'حكايا أبينا آدم..!!'

'أيمكنك.. ويمكنني أن نواصل المسير في دروب الحياة؛ حيث تتعثر أقدامنا في صخورها، وتنزف من أشواكها القاسية، وتصطدم عيوننا بوجوه هؤلاء المثبِّطين من بني جلدتنا. '

'دَمِي يُعْلنُ مَنْ أكونْ ..!! '

' مثلما البحر الثائر تضرب أمواجُه الصاخبةُ شطآنَه فيرتفع ضجيجها يلامس حواف الأفق ، كذلك الشعر منذ أن عرفه الإنسان ولمَّا يزلْ يبوح بعواطفه الجيَّاشة وأحاسيسه المتصادمة في كل أوقات نهاره ولياليه '

'وشاحٌ .. من قوس قزح !! '

'مُسنِداً رأسي على حائطٍ شديد البرودة، فلقد تجاوز الوقت منتصف الليل في شتاء بغداد حاضرة الخلافة العباسية وذلك في الثمانينات ؛ وشتاءُ بغدادَ قارص البرد مثلما صيفها حارق القيظ، ولم أبخل على جسدي المُتعَب بالكثير من الأغطية، لعلها تُفلح في قطْع الاتصال المستمر بيني وبين البرودة التي تكتظ بها جوانب غرفتي ... وأنَّى لهذا الجسد الثلج أن يقتنص النوم المستخفي عن عيني.. أكاد أشعر به ساخراً وهو يرى أصابعي تحاصره ، وأجفاني تحاول صيده ... هكذا كانت تمرُّ ليلاتي مرَّةً باردات النبض ... ثقيلات الخطى ... إلا أن الليلة ليست ككل الليالي ؛ إذْ كان الصوت العذب يأتيني عبر إذاعة بغداد لكروان العراق ناظم الغزالي يترنَّم برائعة إيليا أبي ماضي (أيُّ شيءٍ في العيد أُهدي إليكِ ) .. لقد استطاع ناظم الغزالي أن يأخذ بسمعي فلا يدع لي مجالاً للتفكير في النوم ولو لثواني ... صحيحٌ ... (أَيُّ شَيءٍ في العيدِ أُهدي إِلَيكِ يا مَلاكي وَكُلُّ شَيءٍ لَدَيكِ ). '

'غيَّرْتُ جِلْدِي.. وارْتديتُ البدلةْ..!! '

'لم يكن مصطلح الوطن كما نعرفه اليوم من خلال حدوده الجغرافية وأقاليمه الإدارية أو مدلوله السياسي هو ذاته الذي كثيراً ما تردَّد على ألسنة الشعراء ، ومن تبحّر في أشكال التعبير عن الوطن ، والحنين إلى المنازل والديار في الأدب العربيّ القديم شعره ونثره ، سيجد أنه يثير أموراً من قبيل الأهل والقبيلة والعشيرة والخِلّان ، وتلفت الانتباه إلى روابطَ وثيقةِ الصلة تربط الإنسان بوطنه ، فلقد أمضى به ريعان شبابه ، ورضع من حليبه ، وطَعِم من طعامه، وارتوى من مائه ، وامتلأت عينه بمشاهد جماله ... '

'اغْتَرِبْ.. تَتَجدَّدْ!'

'كأنه كان يهتف بما يدور في صدري وصدرك إذا ما أوقفتْنا الحياة في موقفٍ لابد أن تختار فيه ما بين أن تتجرَّع ماء الحياة ممزوجاً بالذل وبين أن تحتسي العز في كأس الحنظل .. هكذا هتف بهذا المعنى عنترة بن شداد ( لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ بل فاسقني بالعز كأس الحنظل) ؛ ليأتي بلغةٍ رشيقةٍ سهلةٍ'