'وشاحٌ .. من قوس قزح !! '
'مُسنِداً رأسي على حائطٍ شديد البرودة، فلقد تجاوز الوقت منتصف الليل في شتاء بغداد حاضرة الخلافة العباسية وذلك في الثمانينات ؛ وشتاءُ بغدادَ قارص البرد مثلما صيفها حارق القيظ، ولم أبخل على جسدي المُتعَب بالكثير من الأغطية، لعلها تُفلح في قطْع الاتصال المستمر بيني وبين البرودة التي تكتظ بها جوانب غرفتي ... وأنَّى لهذا الجسد الثلج أن يقتنص النوم المستخفي عن عيني.. أكاد أشعر به ساخراً وهو يرى أصابعي تحاصره ، وأجفاني تحاول صيده ... هكذا كانت تمرُّ ليلاتي مرَّةً باردات النبض ... ثقيلات الخطى ... إلا أن الليلة ليست ككل الليالي ؛ إذْ كان الصوت العذب يأتيني عبر إذاعة بغداد لكروان العراق ناظم الغزالي يترنَّم برائعة إيليا أبي ماضي (أيُّ شيءٍ في العيد أُهدي إليكِ ) .. لقد استطاع ناظم الغزالي أن يأخذ بسمعي فلا يدع لي مجالاً للتفكير في النوم ولو لثواني ... صحيحٌ ... (أَيُّ شَيءٍ في العيدِ أُهدي إِلَيكِ يا مَلاكي وَكُلُّ شَيءٍ لَدَيكِ ). '