عمــر أحمــد ســامي
طــــه فرغــــلي
ظلت مصر عبر حقبها المتتابعة قبل العصر الحديث فى عزلة عن الثقافة الأوربية الحديثة، ترزح تحت وطأة الخلافات المملوكية والعثمانية، لا تتعرف نَسَما لطريق التقدم
في عام 1801م ولد رفاعة رافع الطهطاوى فى طهطا بمديرية جرجا، من أقصى صعيد مصر، ولذا جاء لقبه الذي اشتهر به (الطهطاوى)، ونشأ نشأة عادية، من أسرة مستورة
اشتهر رفاعة الطهطاوى فى المحيط الثقافى العام وبين دارسيه بكتاباته فى التربية والأخلاق والتعليم والفكر السياسى والإصلاح الاجتماعى وفنون الأدب، وبدوره فى
التياترو الفرنسى بالقاهرة والمعروف بالكوميدى الفرنسى ومكانه حالياً مبنى بريد العتبة - بدأ عروضه المسرحية فى يناير 1869، أى قبل افتتاح الأوبرا الخديوية بعدة أشهر، لأن الأوبرا افتتحت في نوفمبر 1869...
إنّ الحديث عن المستقبل يأتى فى إطار تقرير المصير والسيطرة على الكون والذات. ولا يتأتى ذلك إلّا بحدوث الوعى بحركة التاريخ والتفكير في المستقبل والتواجد
ماذا يمكننا أن نقوله في عام 2023 عن رفاعة الطهطاوى بعد تلك الفترة من الزمن التى مررنا بها ؟ وماذا يمثل لنا وسط حالات التراجع والنكوص التي نمر بها في تلك
لم تعد التربية فى الوقت الحاضر اعتباطا وتخبطا، أنها علم وفن، نظر وعمل، اجتهاد وتطبيق، اختصاص وابتكار والمربى ـ أباـ أما أو معلما أو زعيما أو مصلحا اجتماعيا،
الإمام رفاعة الطهطاوي.. الكاتب.. المعلم.. المترجم.. المفكر المصرى الكبير. المؤمن بأن إذا مصر توافرت فيها أدوات العمران لكانت سلطان المدن ورئيسة بلاد الدنيا.
لا يُذْكَر اسم رفاعة الطهطاوى طوال ما يقرب من قرنٍ ونصف القرن منذ وفاته عام 1873م إلا مُرادفًا لــ التنوير فهو بحق رائد التنوير فى تاريخ مصر الحديث، وهو
حُقَّ لنا - نحن أبناء مركز طهطا بمحافظة سوهاج - الافتخار برائد النهضة الحديثة رفاعة رافع الطهطاوى (1801 1873م)، والافتخار حق لكل منتمٍ للحضارة العربية
منذ أن ضرب الغزو الفرنسى مصر 1798، والعلاقة إشكالية بين المجتمعات العربية والغرب ممثلا فى الدول الاستعمارية أساسا، إذ شكل دخول العرب في المنظومة العالمية
اهتم الكثيرون ممن كتبوا عن رفاعة الطهطاوى (1801- 1873م) بالحديث عن معْلَمين كبيرين من معالم دوره التحديثى، وهما التأليف والترجمة، غير مبرزين روح عامة تخللت
رأى الطهطاوى أن التعليم هو نافذة الأمة إلى المستقبل والتطور والنهوض من كبوتها بعد الحملة الفرنسية وما فعله بها المماليك من قهر وظلم وتخلف وجهل
لم ير الطهطاوي المرأة ضعفا، بل إن ضعف البنية لدى بعض الإناث ليس إلا ثمرة لأوضاع بيئية واجتماعية وتربوية من الممكن تغييرها وإحلال القوة محل الضعف
من يطالع نَتاج الطهطاوى الأدبى والتأليفى يجد الأساليب الأدبية المُرسَلة المُنطلقة، والرؤى الوطنية النهضوية فى قوالب مقالية أدبية طريفة، وقصائد وطنية صادقة
دعوى محمود شاكر وقطب وغيرهما تشويهٌ وتعميةٌ عمّا دعا إليه الطهطاوي بحقّ، وهو تعليم المرأة والنهوض بها من واقع الجهل والتخلف
لم يفتن رفاعة الطهطاوي بعلوم الغرب إلى درجة التبعية والتقليد لكل وافد، ولكنه احتفظ بأصالته المصرية وهويته العربية والإسلامية
رفاعة رافع الطهطاوي
استأجر رفاعة لنفسه معلما خاصًا يعطيه دروسًا فى الفرنسية نظير بضعة فرنكات كان يستقطعها من مصروفه الشخصى الذى كانت تقدمه له إدارة البعثة
كان رفاعة الطهطاوي على قدر كبير من الوعي والاعتزاز الديني والقومي وهو ما نأى به عن أي صدمات فكرية أو حضارية مثلما حدث لبعض معاصريه أو سابقيه