عمــر أحمــد ســامي
طــــه فرغــــلي
نزاحم غيرنا ونزاحم أنفسنا.. نتزاحم بالأفكار والأجساد والأماكن.. نزاحم الحمقى والمجانين.. نظن النصر والظفر ونكتشف أننا ما كنا غير واحد منهم.. نعشق المقارنات
دفنت نفسى وصنعت قيودى.. قتلت طفلى ووأدت روحى.. سرت فى مواكب المجاملات والرياء والكذب.. عشقت صورتى فى مرآة غيرى ونسيت أن الناس تقيدنا بما نقدمه إليهم..
نولد معلقين بطاحونة الحياة.. تسرقنا دوامة السنين.. نتسابق لنحتل مواقعنا.. نطمع فى الخير.. يزداد الشوق.. تمتد دائرة الحلم.. يداعبنا الأمل.. نتعب من اللهاث
كلنا مزيفون.. حقائق مستعارة.. أسماء مستعارة.. تختبئ وراء حقائق صادمة.. أحزان وإخفاقات تحملنا لرحلة مزيفة ونجاح مزيف.. أنا وأنت كيانات مستعارة.. نكتب أحلامنا
تلك القابعة داخل كل نفس منا.. الشرك والفخ الذي تسقط فيه أنفسنا.. حسبتها نجاتي وملاذي ووطني ومعطفي.. فما وجدت سوي حتفي وخنقي.. فسقطت بعدما حاصرت نفسي
لكل منْ امتلك فؤاد أم موسى.. قلب يمحو صخب الحياة وعناءها.. يحتضن ويطيل الاحتضان حتى نلملم شتات أنفسنا.. لمن يهمس في أذننا أننا أقوياء سعداء.. لمن يُزيل عنا ضعف أنفسنا ويُشعرنا بقوتنا
هارب من كل شيء خذلني.. من كل آلامي.. مخاوفى وأحزاني.. من كل فراغ عطل روحي.. إلى أين المسير؟ لا أعلم لكنى هارب من اللاشيء إلى ما أشعر معه أنى شيء يستحق
ونال منا الزمان.. فأصبحت أتمتع بصمت الحكماء.. وتخليت عن ضجيج التافهين.. أصبحت أنا كما هى الآن.. من يرانى يندهش.. لا يرى دموعى ولا ابتساماتى وضحكاتي.. لا
ترى هل نلتقى؟، أم كان لقاؤنا دربا من الخيال؟ ، أم هو الأمل لرجاء لن يتحقق؟ ، أم أن القدر سيجود علينا بلقاء تتعانق فيه أرواحنا؟ ، أم هو الحلم الذى طالما
يا دموعى كم هربت منك.. تذكرينى بأنى وحيد لا أجد حضنا ألقى بك عليه.. فأعانق نفسى وروحى وقلبي.. وكلما قلت لك سامحينى أريد أن أخفيكي.. تتساقطين سريعا.. تهاجمينني..
لحظات يتوقف فيها القلب والدم عن التمدد.. فتنسحب أرواحنا لتتحجر أجسادنا نشعر معها بأن الزمن بات منتهيا.. نسأل أنفسنا فيما كنا؟.. تقول إنه موج الحياة.. أقول لها إنى أغرق
ينكسر الزجاج.. نحاول أن يعاد.. أحلام تهدم.. نحاول الركض.. صعود وهبوط.. ذهاب وإياب.. إنه هذا وذاك.. هنا وهناك.. إنه الشيء واللاشيء.. نسعى.. نحلم.. نصل فنعود..
نترنح بين حزن وفرح.. عناق وفراق.. حنان وحرمان.. ثقة فيما نرى ووهم فيما نشعر به.. حقيقة أم أحلامًا.. بعيدة أم قريبة.. بهجة وأسى بدون أسباب.. تلاعبنا أرواحنا
نبحث عنه.. بدونه نفوسنا مبعثرة.. تكتمل به رحلة الاستقرار والسكون.. يؤرقنا ويجعلنا فى بحث مستدام.. يكاد يقتل أرواحنا.. من أجله سعينا لنحقق حلمنا.. رؤيتنا..
نتخبط ونعاني .. نتعلق بأمور ظننا فيها السعادة .. نشبع ونمتلئ .. نزهد ونتركها مضطرين بعدما أصبنا السأم وضربتنا التعاسة.. نؤجل وندخر كل جميل فنخطئ .. فنؤجل
هل أنا سراب يسعى لسراب؟ ، أم أنا حقيقة يحيط بها السراب ، ربما نذهب إليه لنرتاح.. لنرى نورا.. حياة.. عشقا.. دفئا.. فأنا محب يدفعه مشتاق للسقوط في هوة السراب..
أعبر بزورقك الأمانى لتحقيق الأحلامِ.. عندها تتوقف الأمواج والعواصف عن الهياجِ.. كم صارعت وخُذلت وتوهمت أنه لا ملجأ لأمانيك أن تتحققَ، وتصبح وجوداً بعدما
نعيش حياتنا.. نطارد أنفسنا ويطاردنا غيرنا.. وكأن الأرض ضاقت علينا بما رحبت.. حروب وصراعات فى رحلة المكسب والبعد عن الخسارة.. نمضى ونمضى وحينما نقترب من
ننظر من خلف النافذة.. من زاوية واحدة لا نريد أن نغادرها بها قصة مازلنا نحياها.. ذكرياتنا حبيسة سجن من زجاج.. نراها أمامنا حتى وإن غابت عنا.. تطاردنا، تملأ كياننا.. تلاحقنا فى كان وكان.
تنكرا وخوفا.. اغترابا وإنكارا.. عشقا للزيف ورغبة فى الاحتماء والتستر.. ضعفا وخوفا وانفصاما.. غربة بعدما أثقلت الأخطاء نفوسنا.. هى لعبة الإنكار الطفولية