عمــر أحمــد ســامي
طــــه فرغــــلي
أشياء قديمة.. أفعال غبية.. وأقوال تافهة ظننا فيها القيمة.. أماكن عشقناها وأخرى كرهناها.. بشر وضعناهم تاج فوق رؤوسنا وآخرون ظلمناهم.. صباحات.. مساءات..
يأسرنى ذلك اللص اللعين.. يوهمنى ذلك الدفء المزيف.. أسير معصوبة العينين عالقة وسط غيرى.. عشقت وهما أنى ألامس الغيوم وأجوب سماء واهية.. كيف لى وقد أغلقت أذنى وعقلى وقلبى أن أطمح أن أحلق عاليا
على خشبة المسرح الناس تتحرك هنا وهناك فى همة ونشاط أو حتى فى عجز وتكاسل.. مشاهد تمثيلية ارتدى أصحابها عباءات أدوارها.. يتلون نصوصا مكتوبة أو حتى أدوارا
نحن والمرض فى ضيافة الأيام.. يهاجمنا ويتساقط علينا دون استئذان.. يهزمنا سلطانه.. فتتزاحم علينا لحظات مؤلمة تعجزنا.. يأتى ويرحل ويترك الذكرى فى أجسادنا..
كم أصبحنا نتردد ونتراقص على طريق التيه نتساقط ونكابر لمعاودة المسير.. أى مسير نبغاه وكل فى طريق مجهول فقدنا أنفسنا وأبناءنا من بين أيدينا تضيع.. على
طيف عابر أم أنى أضل الطريق.. كم أعشق رحلات التيه فى ثنايا ذاتى.. لما أجده مختبئا من بقايا أشيائى وحكاياتى.. كم عشقت فيكِ أيامى وأحلامى.. أحلامى الضائعة أم بقايا سذاجاتى .
فى عمق الشر قوته.. أعلن الشعب ثورته.. فلا قيمة ولا معنى للحياة بدون مرارة الجهاد.. بعدما عادت صدورنا للأنفاس غير محتملة.. ولا لتكديس الحسرة مختصرة.. طردنا
ما بين محاكمات لأنفسنا وغيرنا نعيش ونحيا.. ندفع الثمن لتطهرنا الحياة.. مدائن المحاكم تشرع أبوابها.. فى تجمع لأناس على غير هيئاتهم يعتليهم الخوف من الأحكام
فى مدينتى المأوى والاحتضان.. نوافذ الأحلام تملؤها.. تطل على ربيع مزهر وشجر ملتف الأفنان.. تآلف مع الريح فعزف أبهى الألحان.. ترقص زهورها حتى وإن سقطت يلتقطها
أشياء محيرة أو حتى مخجلة لا تستجمع ولا تستحضر.. ليس لها عنوان.. الأجمل أن يضع كل منا لها عنوانًا.. فى عالم مختلفين فيه حد الاغتراب ومتشابهين حد الاختناق..
قد تنكرك الطمإنينة وتخاصمك الراحة.. فتتهاوى نفسك بين اهتزاز واهتزاز تشتاق معه للحظة سكون فى أعلى أو أسفل.. ومع كل هزة تأتيك صدمة يصاحبها وهن.. وتتساءل
فى معادلة الحياة الصعبة.. الكل ناقص يبحث عن الكمال.. فى دروب التيه والتخدير نطلق الأسئلة اللعينة بين كيف ولمَ ومتى؟ فلا سؤال واقعى ولا إجابة مكتملة.. نحاول
الدنيا سكون وركود.. ولكنى أشتاق للضجيج.. لعناق قلبى لحب جديد.. للتعلق بالقمر والنجوم.. لم تعد لى أحلام يقظة.. كم أصبح السهر يؤرقنى.. فالليل دائما طويل
تخليت عن جواد اليقين.. هدأت من ظنونى وشكوكى.. شددت الرحال بين قناعة واضطراب لمجهول ظننته واحة تظلله الغيمة.. ملاذا دافئا مملوءا بالبهجة.. علنى أجد مأوى
دمى وقطع سيف الغفلة أماننا.. بعدما أصبحنا دمى لنصوص أمليت علينا.. غرقنا ولا نعرف أي عمق نهوى إليه .. نُصارع الموت ولا نعرف أي مجهول ينتظرنا دمرتنا الحروب والأهوال والكوارث
حينما تتجاوز حياتك ولا يتبقى لك وقت لتحلم.. حينما تتساوى الدقائق والساعات والأيام والسنون.. حينما يتساوى الاعتذار والأسف مع الأمل.. حينما لا تتسع أيامك
نزاحم غيرنا ونزاحم أنفسنا.. نتزاحم بالأفكار والأجساد والأماكن.. نزاحم الحمقى والمجانين.. نظن النصر والظفر ونكتشف أننا ما كنا غير واحد منهم.. نعشق المقارنات
دفنت نفسى وصنعت قيودى.. قتلت طفلى ووأدت روحى.. سرت فى مواكب المجاملات والرياء والكذب.. عشقت صورتى فى مرآة غيرى ونسيت أن الناس تقيدنا بما نقدمه إليهم..
نولد معلقين بطاحونة الحياة.. تسرقنا دوامة السنين.. نتسابق لنحتل مواقعنا.. نطمع فى الخير.. يزداد الشوق.. تمتد دائرة الحلم.. يداعبنا الأمل.. نتعب من اللهاث
كلنا مزيفون.. حقائق مستعارة.. أسماء مستعارة.. تختبئ وراء حقائق صادمة.. أحزان وإخفاقات تحملنا لرحلة مزيفة ونجاح مزيف.. أنا وأنت كيانات مستعارة.. نكتب أحلامنا